معهد أمريكي: رغبة روسية لإنشاء قاعدة عسكرية في عدن و “هادي” يتجه لتحسين علاقاته بموسكو
يمنات – صنعاء
أعتبر معهد دول الخليج العربي بواشنطن، تعيين الدبلوماسي المخضرم أحمد سالم الوحيشي، في منصب سفير اليمن لدى روسيا، تعكس احساس “موسكو” أن حكومة هادي باتت تعي موقفها و تفهمه.
و أشار المعهد في تقريره الاسبوعي أن تعيين الوحيشي جاء بعد أن فشلت حكومة هادي في ملئ هذا المنصب الشاغر لأكثر من عام.
و كشف تقرير المعهد عن نقاشات مع مصادر يمنية أبانت للمعهد سلسلة معقدة من الأحداث التي تتناول واقع العلاقات اليمنية الروسية.
و لفت إلى أن موافقة موسكو على تعيين الوحيشي (وإن تمت بعد ثلاثة أشهر من الانتظار) ينظر إليها على أنها تعكس إحساساً بأن موسكو تعتقد الآن أن حكومة هادي باتت تعي موقفها وتفهمه، و تدرك جيداً أن موسكو تحافظ على علاقاتها الوطيدة مع “صالح” غريم “هادي”، كما فعلت منذ تولي صالح رئاسة اليمن الشمالي في العام 1978، على الرغم من أنها كانت تدعم اليمن الجنوبي الماركسي حينذاك.
و أوضح التقرير أن ما دفع هادي إلى تحسين علاقاته بروسيا هو تجنب أن تصبح موسكو أكثر تأييداً لصالح.
و أوضحت أن جزء آخر من هذا الدافع يتمثل في الاعتقاد بأن هادي سيحتاج إلى نوع من التسوية مع صالح من أجل التوصل إلى حل للنزاع اليمني، كما أن تقارب الإمارات المتزايد من معارضيه الانفصاليين في الجنوب يدفع بهادي نحو السعي للحصول على مساعدة روسية لاستمالة أبوظبي، التي تربطها بموسكو علاقات جيدة جداً.
و أوضح أن رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنشاء قاعدة بحرية في عدن ليست بالجديدة، ولكن الجديد هو ترميم المرافق البحرية السوفياتية في عدن، والتي استخدمتها موسكو عندما كان اليمن الجنوبي لا يزال مستقلاً.
و أفاد التقرير أن هادي قد يكون متحمساً ليقدم لبوتين ما يريد في هذه الحالة. معتبرا أن ذلك يمثل في رأي هادي وسيلة للبقاء في السلطة على غرار ما تم في سوريا، بعد أن حافظت روسيا على بقاء نظام الأسد نظير بقاء قاعدتها العسكرية هناك.
و أكد التقرير أن هادي يسعى في تثبيت نفسه أكثر في الجنوب، حيث يشكّل الانفصاليون وتنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” خطراً مباشراً عليه. خصوصاً أن الدعم الذي يتلقاه من السعودية يصبّ في الشمال، حيث تتمركز قوة الحوثيين و صالح أكثر مما يصبّ في الجنوب.
وأضاف: لا يمكن لـ”هادي” أن يكون على يقين بأن الأمريكيين سيتدخلون لحمايته، و بالتالي بات يقدّر أنه كلما ازداد استثمار بوتين في اليمن (أي القاعدة البحرية في عدن)، كلّما ازدادت احتمالية تدخّل روسيا للحفاظ على حكومته.
و حسب تقرير المعهد فإنه من الممكن أن يدفع “هادي” موسكو نحو إقناع الإمارات بدعمه دون خصومه الانفصاليين، و أن زيادة التدخل الروسي في اليمن سيدفع بواشنطن إلى إيلائه مزيداً من الاهتمام.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا